Emily Dickinson
(1830-1886)
ولدت اميلي في امهرست بولاية ماساشوسيتس في الولايات المتحدة يوم
10 ديسمبر 1830، وظلت تعيش في عزلة مع أختها وأمها بالبيت الذي ولدت فيه،
عدا فترة قصيرة درست فيها بأكاديمية امهرست، حتى توفيت 15 مايو 1886، مصابة
بمرض في الكليتين كانت اميلي امرأة حيوية لكنها منسحبة من الحياة ثم تسكت
كلياً منذ أواسط عشرينياتها بعد ذلك انحصر نشاطها في الانخراط بالكورس
الكنسي ومراسلة بضعة أصحاب بين الحين والآخر وكتابة الشعر.
وقد
حاول عدد من الدارسين معرفة السبب في عزلة اميلي عن العالم داخل بيتها ورصد
تجاربها الحميمة ومشاعرها المجردة في الحياة وربما يكون أفضل تفسير هو ان
اميلي لم تكن تستطيع كتابة العالم دون الانسحاب منه والسعي لتأمله من بعيد.
بعد وفاة اميلي بفترة تم الكشف عن خبيئة قصائدها التي بلغت 1775
قصيدة. ***************************************************************
زرت السماء
سبق أن زرتُ السماء
|
بلدة صغيرة هي
|
فضاؤها بالياقوت مضاء
|
مكسوة بالوبر
|
أكثر سكينة
|
من السهول عند الفجر
|
أكثر جمالا مما رسمته يد البشر
|
سكانها كالفراشات
|
أجسامهم رقيقة
|
وحركاتهم كالعناكب رشيقة
|
كادت سعادتي تتم
|
في ذلك العالم الفريد
|
وبينهم.
|
*
|
ترجمة: سوزان سعد |
*************************************************
سعادة الحجر كم بالغة سعادة الحجر
|
يتسكع وحده في الطرق بلا ضجر
|
فلا يهمه العمل
|
ولا بالمتطلبات يضيق الأمل
|
وثوبه البني ألبسه إياه
|
الدهر الذي من فوقه عبر
|
وهو كالشمس بكل حرية
|
يلمع وحده او مع البقية
|
محققا وجوده
|
بكل بساطة وعفوية.
|
*
|
ترجمة: سوزان سعد |
***********************************************
عربة الابدية موت لم يستعجلني تخلّيت له عن سلواي
|
*
|
لأن ملاقاة الموت لم تكن قراري
|
تكرّم عليّ وانتظرني
|
جلست قربه وهو يقود
|
حياتي والعربة نحو الخلود.
|
مشينا في بطء
|
لم يستعجلني
|
وتخليت له
|
عن سلواي وأعمالي
|
.
|
مررنا إمام مدرسة وتلاميذ
|
يتصارعون في حلقات
|
عبرنا حقول السنابل الشامخات
|
شاهدنا الشمس لحظة الغياب
|
تمهلنا إمام منزل بدا
|
مثل وَرَم في بطن الثرى
|
حروفه كومة ركام
|
وسقفه بالكاد يُرى
|
سنين طويلة
|
مرت عليّ
|
ثوان قليلة
|
لاحت لي
|
أدركت لحظتئذ أن العربة
|
متجهة نحو الأبدية.
|
.
|
حياتي انتهت مرّتين
|
انتهت حياتي مرتين
|
قبل موعد نهايتها
|
ويبقى أن أرى
|
إن كانت تخبىء الأبدية لي
|
نهاية أخرى في عباءتها
|
ألم كبير لا يوصف
|
في المرتين
|
الجنة والنار
|
في الحب هما
|
يكفي أن نبتعد عمن نحبّ لنعرف الفرق
|
*
|
ترجمة: سوزان سعد |
*******************************************************
حفنة ضوء هناك حفنة ضوء
|
في أمسيات الشتاء
|
تغمّ القلب كما في الكنائس الغناء
|
تشعرنا بآلام سماوية
|
ولا تخلّف وراءها الجروح
|
بل تحدث تغيرا
|
في ثنايا الروح
|
نحاول تجنبها بلا جدوى
|
إنها الألم المصير
|
نلتقطه كالعدوى
|
في أنفاس الأثير
|
حين تزحف تنصت التلال
|
وتحبس الظلال أنفاس الصوت
|
وهي حين تنسحب
|
كالنظرة الباردة على وجه الموت.
|
*
|
ترجمة: سوزان سعد |
***************************************************
بعد الالم
الخدر
يحدث بعد الألم الكبير تخدّر الشعور
|
فترقد الأعصاب كالقبور
|
ويسأل القلب
|
هل كان هو من تحمّل
|
كل ذلك الألم البارحة
|
وما زال يفعل منذ دهور
|
تمشي الإقدام بحكم العادة
|
على الدرب المعتادة
|
بلا عناء
|
بلا اكتراث
|
بلا إرادة
|
إنها الساعة الأصعب
|
يذكرها ان تخطاها الإنسان
|
كما يذكر الثلج من تجمّد من الصقيع
|
في البداية الرعشة
|
ثم التخدر
|
ثم النسيان.
|
*
|
ترجمة: سوزان سعد |
*************************************************
الجلوس قرب
الاموات نحب أن نجلس قرب الأموات
|
نتأملهم
|
نتشبث بالغائبين،
|
الحاضرون نهملهم
|
على الأصابع
|
نحسب أيامنا الباقية
|
لكن مهما طالت
|
تبدو قليلة
|
في عيوننا البخيلة!
|
*
|
ترجمة: سوزان سعد |
**********************************************
ما شاهدت
المرج قبلا
ما شاهدت المرج قبلاً
|
ما رأيت البحر يوماً
|
لكني أدركت شكل العشب
|
وصوت الموج دوماً.
|
لا رأيت وجه الله
|
ولا حتى زرته في عليائه
|
لكني اعرف تماما موقعها
|
كأنّ احــــدهم أعطاني رسما لها.
|
*
|
ترجمة: سوزان سعد |
*************************************************
غير مرئية هامت بعيداً عنا منذ عام
|
بقاؤها مجهول
|
، لو تمنع البرية قدميها
|
أو تلك منطقة الأثير.
|
لا عين عاشت ورأت
|
نحن الجهلة
|
، نعلم فقط ميقات العام
|
الذي نتلقى فيه السر.
|
*
|
ترجمة محمد عيد إبراهيم |
*********************************************
المقبرة
المنسية
بعد مئات السنين
|
لا يعرف المكان احد،
|
واللوعة هناك
|
ساكنة كالسكينة.
|
تصطف أعشاب المنتصر،
|
يتنزه الغرباء يتهجون
|
علم الإملاء الأعزل
|
للموتى الأقدم
|
رياح حقول الصيف
|
تعيد تجميع الطريق،
|
فتلقط الغريزة مفتاحها
|
الذي أسقطته الذاكرة
|
*
|
ترجمة محمد عيد إبراهيم |
***********************************************
صخرة صغيرة
لا أسعد من صخرة صغيرة
|
تهيم على الدرب وحدها ، غير معنية بوظيفة
|
والضرورات لا تخيفها، معطفها بني من عنصر الأرض
|
يرتديه العالم العابر،
|
وهي مستقلة كالشمس
|
تلتصق أو تنفصل بمفردها،
|
فتشبع قدرها المطلق
|
ببساطة عرضية.
|
*
|
ترجمة محمد عيد إبراهيم |
*********************************************
الوداع
اربط خيوط حياتي، يا إلهي،
|
وبعدها أستعد للذهاب !
|
مجرد نظرة على الجياد
|
بسرعة! هذا أجدى !
|
ضعني على الجانب الواثق
|
فلا أسقط،
|
سنركب الى يوم الحساب
|
وننزل تدريجياً عن التل.
|
لكني لأتذكر الجسور
|
لا أتذكر البحار
|
فقط أسرع في سباق دائم
|
من اختياري واختيارك.
|
وداعاً للحياة التي أعيشها،
|
والعالم الذي أعرفه،
|
وقبلوا التلال نيابة عني، مرة واحدة
|
أستعد الآن للذهاب
|
*
|
ترجمة محمد عيد إبراهيم |
************************************************
والى
الجزء الثانى ان شاء الله تعالى