المسلم يؤمن بواجب إكرام الضيف ويقدره قدره المطلوب وذلك لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه))، وقوله:
((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزة قالوا: وما جائزته قال: يومه وليله، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه))
ولهذا كان على المسلم أن يلتزم في شأن الضيافة بالآداب التالية:
(أ) في الدعوة إليها وهي :
أن يدعو لضيـافته الأتقياء دون الفساق والفجرة لقوله صلى الله عليه و سلم :
(( لا تصاحب إلا مؤمنا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي ))
أن لا يخـص بضـيافته الأغنياء دون الفقراء لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (( شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء ))
أن لا يقصد بضيافته التفاخر والمباهاة بل يقصد الاستنان بسنة النبي عليه الصلاة والسلام والأنبياء من قبله كإبراهيم عليه السلام والذي يلقب بأبي الضيفان، كأن ينوي بها إدخال السرور على المؤمنين وإشاعة الغبطة والبهجة في قلوب الإخوان .
أن يدعو إليها من يعلم أنه لا يشق عليه الحضور أو أنه يتأذى ببعض الإخوة الحاضرين تجنبا لأذية المؤمن المحرمة.
(ب) في آداب إجابتها وهي :
أن يجيب الدعوة ولا يتأخر عنها إلا من عذر، كأن يخشى ضررا في دينه أو بدنه لقوله صلى الله عليه و سلم : ((إذا دعي أحدكم فليجب)) رواه مسلم وقوله: (( لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، أو أهدي إلى ذراع أو كراع لقبلت))
أن لا يميز في الإجابة بين الفقير والغني لأن في عدم إجابة الفقير كسرا لخاطره كما أن في ذلك نوعا من الكبر، والكبر ممقوت. ومما يروى في إجابة دعوة الفقراء أن الحسن بن علي رضي الله عنهما مر بمساكين وقد نشروا كسرا على الأرض وهم يأكلون فقالوا له : هلم إلى الغداء يا ابن بنت رسول الله فقال : نعم إن الله لا يحب المتكبرين. ونزل من على بغلته وأكل معهم.
أن لا يفرق في الإجابة بين بعيد المسافة وقريبها وإن وجهت إليه دعوتان أجاب السابقة منهما واعتذر عن الأخرى.
أن ينوي بإجابته إكرام أخيه المسلم وليثاب عليه لخبر: (( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ))
إذ بالنية الصالحة ينال المرء الأجر الكبير وتنقلب العادة إلى عبادة .