أقوال مختارة
روي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه دعا غلاماً له، فلم يجبه، فدعاه ثانية وثالثة فرآه مضطجعاً، فقال: أما تسمع يا غلام؟ قال: نعم. قال: فما حملك على ترك جوابي؟ قال: أمنت عقوبتك، فتكاسلت، فقال: اذهب فأنت حر لوجه الله تعالى.
وقيل: لا تستحقر الرأي الجزيل من الرجل الحقير، فإن الدرة لا يستهان بها لهوان غائصها.
وقيل: يعيش العاقل بعقله حيث كان، كما يعيش الأسد بقوته حيث كان.
وقيل: إياك والملوك، فإن من والاهم أخذوا ماله ومن عاداهم أخذوا رأسه.
فروق لغوية
في الاستعمال اللغوي ثمة فروق دقيقة لا يدركها العامة، ويعرفها المهتمون باللغة والمختصون فيها، ومنها هذا الذي نعرض له هنا.
الفرق بين القِبطي والقُبطي: أن القِبطي (بكسر القاف) مفرد القبط، وهم نصارى مصر. أما القُبطي (بضم القاف) فهو ثوب من الكتّان الرقيق، يُعمل في مصر وينسب إلى القبط. فيقال ثياب قُبطية وجُبّة قُبطية وامرأة قِبطية.
حكمة
قال الإمام الشافعي:
وما أكثرُ الإخوان حين تعدّهم ولكنَّهم في النائباتِ قليلُ
فوائد لغوية
يخطئ كثير منا حين يلفظ الأشياء الهامشية الصغيرة بقوله هِنَة (بكسر الهاء وفتح النون) التي يجمعها على هِنَات، إذ الصواب أن تلفظ هَنَة (بفتح الهاء لا كسرها)، للدلالة على الأخطاء الصغيرة الهيّنة.
يظن كثير منا أن لفظ كَرَعَ (بالفتح) المتردد على ألسنة بعضنا في اللغة المحكية لفظ عامي، في حين أنه لفظ فصيح يعني شرب الماء بفيه من موضع الماء، عن طريق إمالة العنق، ومن دون استعانة بكفيه أو بشيء آخر.
ويظن كثير منا أن لفظ الزريبة الذي يشيع على ألسنة كثير منا عامي، لكن اللفظ فصيح، معناه: حظيرة الغنم.
ويظن كثير منا أن لفظ مسحاة المترددة على ألسنة الناس في لغتهم المحكية عامي. والحق أن اللفظ فصيح، معناه المِجْرفة (بكسر الميم) المصنوعة من الحديد.
لسانٌ يُنقذ صاحبه
غضب الخليفة هارون الرشيد يوماً على حميد الطوسي، فأمر بجلبه ودعا له بالسيف، فلما مثل بين يديه، بكى، فقال له: ما يبكيك؟ فقال: والله يا أمير المؤمنين ما فزعت من الموت لأنه لا بد منه، وإنما بكيت أسفاً على خروجي من الدنيا، وأمير المؤمنين ساخط عليّ، فضحك وعفا عنه، وقال: إن الكريم إذا خادعته انخدع، في كناية عما جعله ينخدع لمنطق الرجل.
د. صالح هويدي