أختاه هل تريدين الجنة ؟
وما أظنك إلا كذلك فلتسمعي النصيحة والعتاب من أخت ترجو لك حسن الثواب وتخشى عليك من العذاب ولا تغضبي فالحق أولى أن يجاب فهذه محض نصيحتي لك قصدت بها نفعك ودفع ما يضرك والدين النصيحة
( إن أريد إلا الإصلاح ما استعطت وما توفيقي إلا بالله ) .
فبصوت الأخت المشفقة وكلام الناصحة المنذر أقول لك :-
أختاه قفي مع نفسك لحظة صدق وقولي لها
يا نفس ........................
كيف أنت منى غداٌ وقد رأيت ركاب أهل الجنة يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم .
كيف بك وقد حيل بينك وبينهم . هل سينفع الندم ؟
هل ستغنى الحسرات ؟ أم هل سينفع طلب الرجوع عند الممات .
يا نفس ........................
أما نظرت اعتبرت بمن هم تحت الثرى من أهل الدنيا كيف كانوا وكيف صاروا . كيف جمعوا كثيرا فصار جمعهم بورا , وبنوا مشيدا فأصبح بنيانهم قبورا , وأملوا بعيداٌ فصار أملهم غروراٌ , افتظنين أنهم دعوا إلى الآخرة وأنت من المخلدين . أما لك إليهم نظرة ؟! أما لك بهم عبرة ؟
ويحك يا نفس ما أعظم جهلك أما تعرفين أن بين يديك جنة أو نار وأنت سائرة إلى إحداهما فما لك تمرحين وتفرحين وباللهو تنشغلين وأنت مطلوبة لهذا الأمر الجسيم فعساك اليوم أو غداٌ بالموت تختطفين
يا نفس ........................
كيف بك إذا جاءتك السكرات وبلغت الروح منك التراق ؟
كيف وقد صار إلى الله المساق يا لهف نفسي أم كيف بك إذا وقفت مع العباد يوم التلاق
(يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء) (يوم تأتى كل نفس تجادل عن نفسها )
ليتني أعرف بأي رجل سأخطو إليه إذا نوديت على رؤوس الأشهاد ؟
وبأي بدن سأقف بين يديه يوم التناد ؟ وبأي لسان سأجيب علية ؟
ما حيلتي وقد حل القضاء وكيف احتيالي إذا شهدت الأعضاء ؟
من سيلهمني حجتي ؟ من سيدافع عنى؟
قد تبرأ الأصحاب .... فلا أصحاب . وتقطعت الأسباب ... فلا أنساب
الدنيا الغرارة قد ولت عنى والشيطان الرجيم تبرأ مني .
كيف لم أقم لله حساباٌ ؟! ولم أخش له عقاباٌ؟!
من لي إذا حجبت في ذلك اليوم عن ربي ؟ فلم يزكيني ..... ولم ينظر إلى ... ولم يكلمني .
من لي إذا نادى المنادي بمن عصى……إلى أين إلجائي؟ إلى أين أهرب؟
…فيا طول حزني ثم يا طول حسرتي لإن كنت في قعر جهنم أعذب.…
إنها النار..........يا نفس إنها النار فهل لك قدرة على النار؟ أم هل لك صبر على غضب الجبار؟
ويبقى هنا سؤال هل أنتهي بي الأمل؟ هل كتب علي أن أجازى بسوء العمل؟
لا وربي بل لا يزال في العمر فسحة. وباب التوبة مفتوح ؟
فدعيني يا نفس ! دعيني أمضي بما تبقى من إيماني لعل الله أن يلحقني بأهل الجنة .
دعيني أبادر اليوم بعدما فرطت في أمسى......دعيني قبل أن تغيب عن الدنيا شمسي .
يا نفس قد أزف الرحيل وأظلك الخطب الجليل……فتأهبي يا نفس لا يلعب… بك الأمل الطويل……فلتنزلن بمنزل ينسي الخليل فيه الخليل…وليركبن عليك فيه من الثرى ثقل ثقيل
فانظري يا نفس واعتبري بمن سكن القبور بعد القصور واعلمي أن الفرصة واحدة لا تتكرر فإذا جاءت السكرة فلا رجعة ولا عودة فأنت في دار المهلة فجاهدي قبل النقلة قبل أن تقولي ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ) .
أو (تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فاكون من المحسنين ) .
يا نفس ........................
هي جنة أو نار ..... فوز أو خسار .......نعيم أو جحيم ......سعادة أو عذاب .........كأنك بالتعب قد مضى وبذر الصبر قد أثمر حلاوة الرضا ......ثم ماذا ؟
جنات تجري من تحتها الأنهار فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر... من يدخلها لا يفنى شبابه ولا تبلى ثيابه ......ينعم ولا ييأس .......يحيا ويموت..... هناك حيث اللذة ..... حيث الحبور ...... حيث النعيم ..... والسرور ..... والحور .
( فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )
هناك حيث نرى الله رب العالمين .................. ونلقي سيد المرسلين .
لذلك أدعوك أختاه أن تتذكري .
أختاه ........................
تذكري ..... تذكري أن الله لم يخلقك عبثا ولم يتركك سدي بل أن الله خلقك لغاية جليلة ألا وهي عبادته قال الله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .
والله سبحانه وتعالى أوجدنا في هذه الدار للاختبار فبعد انقضاء الأعمار الكل سيقف بين يديه ليس بينه وبين الله حجاب فيسأله عن الصغير والكبير والنقير والقطمير.
قال تعالى في الحديث القدسي :
( يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرًافليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) أخرجه مسلم
أختاه ..........تذكري أن الموت قادم
قال تعالى:( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) .
ولك أن تتخيلي أيتها الأخت الفاضلة أن ملك الموت قد دخل عليك الآن وسينادي عليك ويقول
( يا أيتها النفس الـ....................) وأنت بين تلك الكربات وتلك الحسرات تسألي نفسك يا ترى بأي نداء سوف ينادي علي ؟
هل سيقول يا أيتها النفس المطمئنة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ؟
أم سينادي ويقول يا أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب؟!
فإذا جاء النداء الأول فذاك هو الفوز الذي لا فوز بعده وتلك هي البشرى التي لا تدانيها الدنيا بما عليها وأما إذا جاء النداء الثاني عياذاً بالله فتلك هي الحسرة التي لا تدانيها حسرة في هذه الدنيا .
الموت باب وكل الناس داخلة يا ليت شعري بعد الموت ما الدار
الدار جنة خلد إن عملت بما يرضي الإله وإن خالفت فالنار
هما محلان ما للناس غيرها … فانظر لنفسك أي الدار تختار
أختاه اختاري لنفسك قبل ألا تستطيعي فأمامك الفرصة والسوق مقامه ( الدنيا ) ومعك رأس مالك ( عمرك ) .
وكان يزيد الرقاشي يحدث نفسه ويقول ( ويحك يا يزيد من ذا الذي يصلي عنك بعد الموت ؟
ومن الذي يصوم عنك بعد الموت ؟ من ذا الذي يترضى عنك ربك بعد الموت ثم يقول : آيها الناس ألا تبكون وتنحون على أنفسكم باقي حياتكم ؟ من الموت مصرعه والتراب مضجعه، والدود آنيسه ومنكر ونكير جليه ، والقبر مقره ، وبطن الأرض مستقره ، والقيامة موعده والجنة والنار مورده كيف يكون حاله ؟ ثم يبكي حتى يسقط مغشيا عليه.
أختاه ...............
تذكري لحظة دخولك القبر ،، عندما يأتيك ملكان فيسألانك من ربك ؟ وما دينك ؟ وماذا تقولين في الرجل الذي بعث فيكم؟ فمن عاشت في طاعة الله غير متبرجة بزينة فتقول بلسان الواثق بوعد الله ربي الله وديني الإسلام ومحمد رسول الله فيفسح لها في قبرها مد البصر وتفتح لها باب من أبواب الجنة ويأتيها من روحها ونعيمها أما الأخرى العاصية المتبرجة والتي جعلت إلهها هواها يأتيها الملكان فيسألانها من ربك ؟ وما دينك؟ وماذا تقولين في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فلا يجدوا منها إجابة إلا قولها ها .....ها.....ها....لا أدري فيضيق عليها قبرها حتى تختلف أضلاعها ويفتح لها باب من النار فيأتيها من حرها وسمومها .
العين تبكي على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كانت قبل الموت يبنيها
فلا تركن إلى الدنيا وزخرفها فأن الموت لا شك يفنينا ويفنيها
أختاه ..........
تذكري ...... شدائد يوم القيامة
فكيف بك يا أمة الله إذا رجعت الأرض وبست الجبال وشخصت الأبصار وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسها وتقطعت الأسباب وزفرت النار فشاب الصغير وصاح الكبير وشيبتاه وصاح المفرط وخيبتاه وأزفت الآزفة وبلغت القلوب الحناجر وتوالت المحن على العباد ونودي باسمك من بين الخلائق للحساب أين فلانة بنت فلان ؟ هلمي إلى العرض على الله عز وجل فوثبتي على قدميك ترتعد فرا نصك وتضطرب جوارحك متغير لونك فزعه مرعوبة من الوقوف بين يدي الله الواحد القهار للسؤال والحساب فبأي لسان تجيبينه حين يسألك عن قبيح فعلك وعظيم جرمك عندما كنت متبرجة وبأي قدم تقفين غداً بين يديه وبأي نظر تنظرين إليه وبأي قلب تتحملين كلامه العظيم الجليل ومساءلته إياك يوم يقول لكيا أمة الله جسمك لماذا عريتيه ؟ ولماذا لم تستريه ؟ لماذا لم تتقي الله فيه ؟ والشباب لماذا فتنتيه؟ أما أجللتيني ؟ أما استحييت مني ؟ ما حالك عندها يا أمة الله أين عدتك أيتها الغافلة كم في كتابك من حسنات وكم فيه من السيئات هل تنفع الأزياء والموديلات وهل تنفع الأغاني والمسلسلات . فتأملي هذا اليوم وكيف سيقف الناس في أرض المحشر خمسين ألف سنة حفاة عراة غرلاً لا طعام ، ولا شراب, ولا ظل تدنو فوق رؤوسهم الشمس قدر ميل فهو أعظم يوم تنكشف فيه العورات ويؤمن فيه مع ذلك النظر والالتفات.
أخرج الأمام مسلم من حديث عائشة قالت :-
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً.
قلت : يا رسول الله النساء والرجال جميعا ًينظر بعضهم إلى بعض ؟
قال : يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض .
…
فيا من أبيت إلا التعري ستقفين عارية يوم القيامة كيوم ولدتك أمك ومع ذلك لا يأبه بك ولا يلتفت إليك فالآمر خطير جد خطير.
ويا من أطلقتَ عينك لتنهش في أجساد وعورات النساء ستقف بينهن يوم القيامة وهن عرايا ولكنك لا تستطيع النظر إليهنّ لأَنك ساعتها مشغول بنفسك .
……وأخيرااً ......
أختاه يا أمة الإله تحشمي لا ترفعي عنك النقاب فتندمي
صوني جمالك إن أردت كرامة كي لا يصول عليك أدنى ضيغم
لا تعرضي عن هدى ربك ساعة عضي عليه مدى الحياة لتنعمي
ما كان ربك جائرا في شرعه فاستمسكي بعراه حتى تنعمي
ودعي هراء القائلين سفاهة إن التقدم في السفور الأعجمي
حلل التبرج إن أردت رخيصة أما العفاف فدونه سفك الدم
لا تعرضي هذا الجمال على الورى إلا لزوج أو قريب مُحرم
أنا لا أريد بأن أراك جهولة إن الجهالة مرة كالعلقم
فتعلمي وتثقفي وتنوري والحق يا أختاه أن تتعلمي
ولكني أمسي وأصبح قائلاُ أختاه يا أمة الإله تحشمي