قال الشاعر:
نوح الحمام على الغصون شجاني
ورأى العذول صبابتي فبكاني
إن الحمام ينوح من خوف النوى
وأنا أنوح مخافة الرحمن
وقال رجل لابن المبارك : صف لي الوالهين بالله فقال: هم كما أقول لك: مستوفدين على رحل كأنهم ركب يريدون أن يمضوا وينتقلوا..
عفّت جوارحهم عن كل فاحشة
فالصّدق مذهبهم والخوف والوجل
وقال آخر:
خف الله وارجوه لكلِّ عـظـيمةٍ
ولا تطع النَّفس الّلجوج فتنـدمـا
وكن بين هاتين من الخوف والرَّجا
وأبشر بعفو الله إن كنت مسلمـا
وسئل عبدالله بن المبارك عن صفة الخائفين فقال:
إذا ما الليل أظلم كابدوه
فيسفر عنهم وهم ركوع
أطار الخوف نومهم فقاموا
وأهل الأمن في الدنيا هجوع
لهم تحت الظلام وهم سجود
أنين منه تنفرج الضلوع
وخرس بالنهار لطول صمت
عليهم من سكينتهم خشوع
قال الشاعر:
أنام على سهو وتبكي الحمائم
وليس لها جرم ومني الجرائم
كذبت لعمرو الله لو كنت عاقلاً
لما سبقتـني بالبكاء الحمائم
وقال آخر:
فاز من سبح والناس هجوع
يدفن الرغبة ما بين الضلوع
و يغشيه سكــون وخشوع
ذاكراً لله والدمـــع هموع
سوف يغدو ذلك الدمع شموع
وقال آخر:
عد إلى الله بقلب خاشع
وادعه ليلاً بطرف دامع
يتولاك بعفو واســـع
قيل للحسن البصري: سبقنا القوم على خيل دهم، ونحن على حمر معقرة
فقال: " إن كنت على طريقهم، فما أسرع اللحاق بهم "
معقرة: منهكة ، مجروحة .