تسويق الخدمات الصحية
أخذت عملية التطور الاقتصادي تحتل مكانة الصدارة كأهم وأصعب الأمور التي تواجهها المجتمعات المعاصرة ولهذا أخذت الدول تتسابق في البحث عن أفضل السبل القادرة على تطوير الحياة الاقتصادية ومواكبة التطور التكنولوجي .
ولأن التسويق يعتبر من أهم النشاطات الاقتصادية أصبح لزاما على كل مهتم بالاقتصاد أن يتحكم في هذا النشاط عن طريق التحكم في عناصر المزيج التسويقي ألا وهي المنتج ، التسعير ، التوزيع ،الترويج
وقد لا حظنا أنه في البدايات الأولى قد ركز رجال التسويق على قطاع المنتوجات المادية باعتباره قطاع منتج ومربح وأهملوا قطاع الخدمات الذي لم يلقى مثل هذا الاهتمام من قبلهم .
ولكن ومع الاتجاه الأخير للتسويق و ظهور عدة قطاعات خدمية مربحة مثل قطاع السياحة والصحة لقي هذا القطاع أهمية خاصة كونه يمثل قطاع حيوي ويعرض أهم الفرص للتجديد والتنمية ومثل هذا التطور جلب الاهتمام أكبر لتسويق الخدمات كحالة المؤسسات الخدمية الصحية التي تريد تبني فلسفة عمل مركزة على الزبون لأن الاهتمام اليوم ينصب على مشكلة تكييف عرض الخدمة الصحية رفيعة المستوى تتوافق مع رغبات العملاء والمستفيدين ولعل العوامل التي دفعت نحو تعظيم الاهتمام بالنشاط التسويقي بالمستشفيات بصفة عامة هي :
1- إنتهاج الدول العربية لسياسة الانفتاح الاقتصادي وتشجيعها لرؤوس الأموال العربية والأجنبية على الاستثمار في المجال الصحي ، وما صاحبه من إنشاء الكثير من المستشفيات والمراكز الصحية مما أدى ازدياد مقدم الخدمة الصحية والمنافسة ، ومع الاعتراف بتقدم التكنولوجيا الطبية المهارة الفنية والتخصصية للعمالة في المستشفيات ، فقد أدى ذلك إلى تولد السوق في الرعاية الصحية .
2- حركة المريض المطلقة للاختيار بين المستشفيات المختلفة المؤدية للخدمات الصحية .
3- عنصر التكلفة وحالة المريض وطبيبه المفضل ، هذه العناصر تتحكم في قراراته نحو اختيار المستشفى المفضل ، ولذا تظهر أهمية التسويق في المستشفيات ومن ثم كان لزاما على هاته المنظمات أو المستشفيات تحسين الرعاية الصحية للمرضى ولإشباع حاجاتهم أو إيثار الرغبة لديهم وجذب الانتباه لمكونات المزيج الذي تعرضه .