شعر هايل الصرمي:
حنت لروض محمد صلواتي
واستبشرت بلقائه نبضاتي
وسرت بي الأشواق قبل مسيرتيفغدوت والأشواق في عرفات
حجاج بيت الله من أوزارهمغسلوا القلوب بأنهر العبرات
نادوا إلهاً واحداً وجميعهمحطوا الرحال بساحة البركات
عرفات يحضنهم على عرصاتهوعلى المحيا بسمة الوجنات
صلى وسلم للملايين التيلبت، وصلت سائر الفلواتِ
يوم مهيب باركته يد السماءوتجلت الأنوار في العرصات
عرفات يغشاه الجلال لأنهحضن الوفود ومورد الرحمات
لله ما أحلى الوقوف بساحهوالقلب يشرق من ضيا النفحات
وترى الدموع على الخدود كأنهاسيل تفجر من لظى الزفرات
تضفي على العبد المؤمل راحةليذوق صفو حلاوة العبرات
تتزاحم الرحمات بين ضلوعهوتفيض بالخطرات والآيات
رغم الحشود فكل قلب ناظرلله مجموع بغير شتات
متبتلاً متوجهاً لله منــــكسراً يروم المحو للسوءات
فيعيش معنى القرب في لحظاتهلله ما أحلاك من لحظات!
وإذا أفاض الناس بعد وقوفهمنزلوا (بمزدلفٍ) على الساحات
ناموا على فرش الحصى فكأنهامن سندس الفردوس والجنات
وتوجهوا بعد المبيت إلى منىزمراً على الأقدام والصهوات
نثروا دموع الشوق في محرابهارفعوا الأكف بأطيب الدعوات
ذبحوا أطايب هديهم وتحللوامن بعد رمي كبيرة الجمرات
لله ما أحلى لياليها منـــىووددت فيها لو أعيش حياتي!
سأكون كالأملاك فوق ربوعهاوأذوق طعم الأنس في سجداتي
قلبي هناك معلق بربوعهايا ليت حول ربوعها سنواتي
طافوا الإفاضة والوداع وغادروا الــبيت الحرام بموكب الحسنات
ليعود عبد الله بعد وقوفهكالطفل مولوداً بلا زلات
حسناته قد أثقلت ميزانهوعلت به في أرفع الدرجات
ملأت ببهجتها سماء فؤادهفإذا به متوثب العزمات
في همة موصولة بالله لايلوي على الأوزار والشهوات
ما عاد مثل الأمس ليس يهمهسير الليالي وانقضا اللحظات
بل همه الأيام يعمرها التقىوالذكر عبر دقائق الأوقات