المريخ أو الكوكب الأحمر كان ومازال يجذب الحديث عنه والبحث خلف ألغازه التي لا تنتهي والتي يوميا يكشتف العلماء خباياه، المريخ يعتبر الكوكب الرابع في البعد عن الشمس في النظام الشمسي وهو الجار الخارجي للأرض له قمران يسمّى الأول ديموس أي الرعب باللغة اليونانية والثاني فوبوس أي الخوف. ويعتقد العلماء أن كوكب المريخ كان به ماء قبل 3.8 مليار سنة، مما يجعل فرضية وجود حياة عليه متداولة نظريا على الأقل. به جبال أعلى من مثيلاتها الأرضية ووديان ممتدة. وبه أكبر بركان في المجموعة الشمسية يطلق عليه اسم أوليمبس مونز تيمنا بجبل الأولمب. وتبلغ درجة حرارته العليا 27 درجة مئوية ودرجة حرارته الصغرى -133 درجة مئوية. ويتكون غلافه الجوي من ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والأرغون وبخار الماء وغازات أخرى. ولكن اليوم النقاط التي سوف نبحث وراءها من خلال هذا البحث هو سؤال هل فعلا وجدت حياة على كوكب المريخ من قبل ؟
:_(\ :_(\
رحلات استكشاف المريخ:
تمّ إرسال ما يقرب من 12 مركبة فضائية للكوكب الأحمر من قِبل الولايات المتحدة، الاتّحاد السوفييتي، أوروبا، واليابان. قرابة ثلثي المركبات الفضائية فشلت في مهمّتها أما على الأرض، أو خلال رحلتها أو خلال هبوطها على سطح الكوكب الأحمر. من أنجح المحاولات إلى كوكب المريخ تلك التي سمّيت ب "مارينر"، "برنامج الفيكنج"، "سورفيور"، "باثفيندر"، و"أوديسي". قامت المركبة "سورفيور" بالتقاط صور لسطح الكوكب، الأمر الذي أعطى العلماء تصوراً بوجود ماء، إمّا على السطح أو تحت سطح الكوكب بقليل. وبالنسبة للمركبة "أوديسي"، فقد قامت بإرسال معلومات إلى العلماء على الأرض والتي مكّنت العلماء من الاستنتاج من وجود ماء متجمّد تحت سطح الكوكب في المنطقة الواقعة عند 60 درجة جنوب القطب الجنوبي للكوكب. وقامت وكالة الفضاء الأوروبية بإرسال مركبة مدارية وسيارة تعمل عن طريق التحكم عن بعد، وقامت الأولى بتأكيد المعلومة المتعلقة بوجود ماء جليد وغاز ثاني أكسيد الكربون المتجمد في منطقة القطب الجنوبي لكوكب المريخ. تجدر الإشارة إلى ان أول من توصل إلى تلك المعلومة هي وكالة الفضاء الأمريكية وان المركبة الأوروبية قامت بتأكيد المعلومة. باءت محاولات الوكالة الأوروبية بالفشل في محاولة الاتصال بالسيارة المصاحبة للمركبة الفضائية وأعلنت الوكالة رسمياً فقدانها للسيارة الآلية في فبراير من نفس العام. لحقت وكالة الفضاء الأمريكية الرّكب بإرسالها مركبتين فضائيتين وكان فرق الوقت بين المركبة الأولى والثانية، 3 أسابيع، وتمكنت السيارات الآلية الأمريكية من إرسال صور مذهلة لسطح الكوكب وقامت السيارات بإرسال معلومات إلى العلماء على الأرض تفيد، بل تؤكّد على تواجد الماء على سطح الكوكب الأحمر في الماضي. وتحدث ظاهرة فلكية نادرة تعيشها الأرض مرة واحدة كل 60 ألف سنة.. وهو اقتراب المريخ إلى ادنى حد ممكن. مرد ذلك إلى أن الكوكبين يتبعان في دورانهما حول الشمس مدارًا إهليجيًّا وليس دائريًّا. ويزداد المريخ توهجًا في الاقتراب ليبلغ ذروة لمعانه حيث لا يتفوق عليه إلا كوكب الزهرة. وسيكون الزمن الذي يستغرقه وصول إشارات الضوء وموجات الراديو للمريخ في هذا الوقت 3 دقائق و6 ثوان فقط، بينما تحتاج أي إشارة من الأرض في الأحوال العادية إلى حوالي 21 دقيقة لتصل إلى المريخ.
الماء كان يجري مؤخراً على المريخ:
وكانت قد كشفت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أن لديها أدلة تثبت أن الماء كان يجري على سطح المريخ قبل سنوات وليس قبل فترة سحيقة كما كان يعتقد. ويعزز هذا الكشف من احتمالات وجود شكل من أشكال الحياة على سطح الكوكب الأحمر. وأظهرت صور لأحد مسبارات ناسا (وهو ماسح المريخ الكوكبي) أشكالا لجداول صغيرة وخنادق يعتقد العلماء أنها نتجت عن حت مياه سريعة على سطح المريخ قبل سنوات فقط. وكان علماء ما يسمى "أنظمة مالين لعلوم الفضاء" في سان دييغو قد قرروا إعادة التقاط صور لآلاف الجداول بحثا عن أي نشاط حديث للمياه على سطح الكوكب. وتبين العلماء من مقارنة صور لجداول أخذت بين عامي 1999-2001 وصور التقطت لنفس الجداول مرة ثانية عامي 2004-2005 أن هناك تغيرا في أشكالها يتسق مع جريان الماء من أعلى جدران شق أو فالق. ووجد الباحثون في كلا الحالتين بقايا ذات لون فاتح في الجداول لم تكن موجودة في الصور الأصلية. واستنتج الباحثون أن تلك البقايا التي يرجحون أن تكون طميا طينيا أو ملحا أو صقيعا خلفها جريان ماء في تلك القنوات.
اكتشاف الأمونيا على المريخ قد يعني وجود حياة:
وأعلن علماء أن غاز الأمونيا أو النشادر قد يكون موجودا في الغلاف الجوي لكوكب المريخ الأمر الذي قد يعني وجود حياة على سطح الكوكب الأحمر. وأوضح العلماء أن أجهزة الاستشعار المثبتة على المركبة "مارس إكسبريس" الأوروبية التي تدور حول المريخ قد التقطت البصمة الطيفية لغاز الأمونيا. يذكر أن غاز الأمونيا يعيش لفترة قصيرة من الزمن على سطح المريخ لذا فإنه يتم إحلاله بصفة مستمرة. وينبعث الأمونيا على سطح أي كوكب عن طريق مصدرين، إما من خلال البراكين النشطة أو عن طريق الميكروبات. تكمن أهمية الأمونيا في أنه مركب من النيتروجين والهيدروجين. ويوجد النيتروجين بكميات قليلة للغاية على سطح المريخ. ولأنه لا توجد حياة أرضية دون وجود النيتروجين فإن وجود الأمونيا قد يعني وجود حياة ميكروبية على سطح المريخ. وقال عالم وكالة الفضاء الأمريكية: "لا توجد طريقة معروفة لتكوين الأمونيا في الغلاف الجوي للمريخ بعيدة عن وجود حياة على سطحه." ولن تتمكن المركبتان الأمريكيتان اللتان هبطتا على سطح الكوكب الأحمر في يناير الماضي من تفسير أسباب وجود الأمونيا في الغلاف الجوي للمريخ لأنهما ارسلتا إلى هناك بغرض إجراء دراسات جيولوجية. لكن يمكن في الفترة القادمة إرسال مركبات مزودة بأجهزة استشعار للمريخ لتحليل غاز الأمونيا هناك ومعرفة ما إذا كان منبعثا من بركان أو من كائن حي.
بحار المريخ تبخرت :
وذكر فريق من العلماء الألمان ان كوكب المريخ كان في الواقع تجري به بحار ذات يوم. وحفرت قيعان البحار الجافة على سطح الكوكب في أخاديد طويلة تقاطعت تماماً مثل الشقوق العطشى في قيعان البحيرات الجافة على الأرض حسبما يقول الباحثون الألمان. درس الباحثون شبكات من الشقوق في نطاق 266 فوهة لأحواض مدمجة واكتشفوا مضلعات يصل قطرها الى 250 مترا. وأشكال الأخاديد ليس بها شيء جديد. ولكن حتى الآن فإن مجاري الحفر التي تشاهد على المريخ تعزى الى انكماشات سببتها تغيرات حرارية في الجمد السرمدي وهي طبقات متجمدة تحت سطح المريخ. ولكن تحليلاً جديداً يوضح أن تلك الانكماشات الحرارية بوسعها فقط أن تحدث حفراً يبلغ أقصى قطر لها حوالي 65 متراً. ولم يستطع الباحثون تفسير وجود حفر واسعة على سطح المريخ. وقال رامي المعري من معهد ماكس بلانك لأبحاث النظام الشمسي في ألمانيا والذي قام بالدراسة: شعرت بالاثارة عندما شاهدت حفراً على شكل فوهات على سطح المريخ يبدو أنها واسعة جداً من أن تكون قد حدثت نتيجة للعمليات الحرارية. كما شاهدت أيضاً انها تشبه جفاف الأخاديد التي نشاهدها على الأرض في البحيرات الجافة . وقال هذه تشبه النماذج التي تشاهدها عندما يجف الطين في حديقة منزلك ولكن الضغوط التي تتشكل عندما تتبخر السوائل يمكن أن تحدث أخاديد كبيرة وحفرا على النطاق الذي نشاهده في الفوهات .
بحيرة على كوكب المريخ منذ 3.4 مليار عام:
تحولت فرضية وجود ماء على المريخ في الماضي إلى حقيقة راسخة بالعديد من الأدلة التي تظهر يوماً بعد يوم مثل وجود آثار للجليد على الكوكب وكذلك وجود آثار لما يمكن أن يكون شطآناً لأنهار وبحيرات، وهذه المرة اكتشف العلماء وجود وادي حفرته المياه على سطح الكوكب بطول 50 كيلومترا، حيث التقطت إحدى مركبات الفضاء التابعة لناسا مجموعة من الصور التي تثبت آثار وجود شطآن وآثار بحيرة مساحتها 200 كيلو متر مربع ويبلغ عمقها 450 مترا. وقد التقطت هذه الصور آلة تصوير متطورة للغاية تحمل اسم - آلة تصوير التجارب العلمية عالية الدقة - والتي تم تثبيتها على مركبة فضاء تحمل اسم - سفينة استكشاف المريخ - والتي تدور على ارتفاع 332 عن كوكب المريخ.
المريخ لم يكن دوماً أحمر اللون:
الكوكب الأحمر لم يكن دوما احمر اللون وفقا لنظرية جديدة تحاول تفسير كيفية اكتساب كوكب المريخ تميزه باللون الاحمر. فحتى وقت قريب، كان يعتقد ان لون المريخ الأحمر هو نتاج الماء السائل، الذي يعتقد العلماء أنه تدفق على سطح الكوكب منذ مليارات السنين وامتزج بالصدأ نتيجة تدفقه بين الصخور فتلون بالاحمر. ولكن بعد استكشاف المسبار سبريت روفز للمريخ حين هبط على سطح الكوكب في العام 2004، وجد العلماء أدلة على بعض المعادن التي اتلفتها المياه ، مما يوحي بأن الغبار الاحمر على سطح المريخ لم يحتك أبدا مع تدفق المياه. كان ذلك مفاجأة للجميع" ، بحسب جوناثان ميريسون من مختبر اهوس لمحاكاة المريخ في الدنمارك. فقد وجدت دراسة جديدة آلية محتملة لتفسير اللون الاحمر الصدئ للمريخ دون مياه سائلة. وتشير هذه الدراسة الى أن اللون الاحمر على كوكب المريخ هو تطور حديث نسبيا. وان مجرد طحن الصخور بسبب التآكل يمكن ان يؤدي الى وجود البقع المعدِنية الحمراء التي تلون الغبار على سطح المريخ. ولاختبار هذه الفكرة، وضع ميريسون وزملاؤه عينات من الكوارتز الرملي في قوارير من الزجاج واستخدموا آلة لخلطها مرارا وتكرارا. ووجدوا أن مجرد تقلب هذه الرمال بفعل دوران الالة المشابه للرياح الخفيفة على سطح المريخ، يكفي الى أن يؤدي إلى تآكل الكوارتز، وتحويل نحو 10 في المئة من حبيبات الرمل الى غبار وجسيمات دقيقة خلال أكثر من سبعة أشهر. ثم اضاف العلماء الى القوارير الماغنتيت المجفف، وهو أوكسيد الحديد الموجود حاليا على المريخ، وواصلوا عملية خض العينات الى ان لاحظوا أن الخليط يزداد احمرارا. فهل هي العملية نفسها على سطح المريخ؟ على الرغم من انهم لا يستطيعون حتى الآن إثبات أن هذا هو ما حدث على كوكب المريخ، يعتقد العلماء ان هذا التفسير معقول اي ان كوكب المريخ لم يكن دوما احمر اللون بل ان احمراره تم مع الزمن وعبر ملايين السنين بدلاً من بلايين السنين.
علماء يطالبون ببعثة استكشاف وجود حياة على المريخ:
وشدد علماء من وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" على ضرورة إرسال بعثة استكشاف جديدة إلى المريخ لتقديم أجوبة حاسمة بشأن وجود حياة على الكوكب الأحمر. ويأتي الطلب بعد تقديم مجموعة من علماء الوكالة دليلاً قاطعاً على وجود كميات كبيرة من غاز الميثان في الغلاف الجوي للكوكب، وهو مؤشر على نشاط بيولوجي أو جيولوجي هناك. وينتج الميثان عبر كائنات حية أو بوسائل بيولوجية أخرى منها أكسدة الحديد، ويدل اكتشافه، وحسب قول العلماء، على وجود حياة على الكوكب. وأعلن علماء "ناسا" اكتشاف غاز الميثان في الغلاف الجوي لكوكب الأحمر عن طريق مناظير أرضية ضخمة في "هاواي"، حيث رصدوا ثلاثة معالم طيفية تدعى "خطوط الامتصاص" توفر جميعها دليلاً لا يقبل الشك على وجود غاز الميثان، وفق "ساينس ديلي." وبحسب الفريق، شوهدت سحب غاز الميثان في مناطق أظهرت أدلة سابقة أنها متجمدة بالجليد أو بها مياه جارية. إلا أن العلماء نفوا علمهم بالأسباب التي أدت لانبعاث غاز الميثان، الذي يحتاج تكوينه إلى ماء سائل وكربون بالإضافة إلى مصدر للطاقة. وقال مايكل موما من "مركز غودارد لرحلات الفضاء": "يدمر الميثان سريعاً، وبوسائل شتى، في الغلاف المريخي، واكتشاف سحب منه في النصف الشمالي من غلاف المريخ عام 2003، يدل على عملية قائمة تؤدي لانبعاث الغاز." ويعتقد العلماء أن وجود كميات كبيرة من الغاز قد تنجم عن عوامل بيولوجية أو براكين، إلا أنه من المعلوم عدم وجود براكين نشطة على الكوكب الأحمر. وحذر موما قائلاً: "في الوقت الراهن ليس لدينا معلومات كافية لتدل إذا كانت عوامل بيولوجية أو جيولوجية وراء إنتاج الميثان في المريخ... إلا أنها تدل أن الكوكب مازال حياً، على الأقل على الصعيد الجيولوجي." وأردف: "أنه كمن يدعونا إلى تحد لتحديد أسباب الظاهرة." وأضاف أن اكتشاف الغاز، من بيانات تم جمعها على مدى ست سنوات، "يرجح احتمالات حياة سابقة أو مازالت قائمة." ويشدد العلماء حالياً على ضرورة إرسال بعثة استكشافية جديدة إلى المريخ، تحمل مسباراً قادراً على القيام بحفريات في سطح الكوكب المتجمد، حيث ربما توجد مياه وحياة معاً.
منقول