توفي حمو فيصل مفتاح الحدَّاد
(سالم بالراس علي) وكان قد اصطحبه ابنُ أخيه (حسين سليمان )
في سيارته فتوفيا في حادث أليم ، مات فيه خمسة نفر ،
قرب توكرة ( على مشارف مدينة بنغازي ) فقال يرثيهما :
كَفْكِفْ دُمُوْعَكَ مِنْ تَنَاثُرِ سَاجِمِ ...................بَعْدَ الحُسَيْنِ وَبَعْدَ صِهْرِكَ سَالِمِ
شَخْصَانِ قَدْ سَمَوَا بِكُلِّ فَضِيلَةٍ ........................ وَسَجِيَّةٍ مِنْ بَـحْرِ سَيْبٍ زَاخِمِ
عَـجَـبَاً وَمِثْلُكُمَا كَبَحْرٍ هَادِرٍ .....................................مِنْ هَـائِـجٍ مُـتَدَافِعٍ مُتَلاطِمِ
يُخْـفِـيكُمَا لَحْـدٌ كَأَنَّ قَرَارَهُ ..................................... شِبْرٌ يُخَطُّ بِـتُـرْبِهِ المُـتَرَاكِمِ
يَا صَـاحِ لا تَأسَ الغَدَاةَ لِذَاهِبٍ ............................ أَوَلا تَـرَى الأَقْدَارَ ضَـرَبَةَ لازِمِ
أَوَلا تَـرَى أَنَّ الحَـيَاةَ جَمِيعَهَا ............................... شَيءٌ مُـؤَقَّـتُ لا يُرَادُ لِحَازِمِ
دُنْـيَـا تَدُورُ كَأَنَّ في أَحْشَائِهَا ...........................رُقْشَاً تَـزَاحَـمُ في مِهَادِ أَرَاقِمِ
يَمْضِي الفَتَى مِـنْ بَيْنِهِنَّ مُـدَفَّعَاً .................. أَعْشَى البَصِيرَةِ في سَـوَادٍ قَاتِمِ
حَـتَّى تَلَـقَّـمَهُ وَهُـنَّ فَوَاغِرٌ ..........................................يبلعنه بَلْعَاً بِغَيْرِ حَلاقِمِ
مَا مِنْ فَتَى إلاَّ سَيُـبْـلَى خُـطَّةً ..................... تَهْوِي بِهِ في شدق أَرْقَشَ طَاعِمِ
دَبِّرْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ فوتِ جَـدِيدِهَا ........................وَانْهَضْ بِعَزْمِكَ مِنْ كَلِيلِ عَـزَائِمِ
سَبِّحْ نَهَـارَكَ بِالغَـدَاةِ وَبَعْـدِهَا ..........................وَقُـمِ اللَّيَاليَ في خُـشُوعٍ دَائِمِ
وَاحْرِصْ عَلَى الصَّلَوَاتِ في أَوْقَاتِهَا ....................لا خَيْرَ في عَـيْـشٍ بِغَيرِ مَكَارِمِ
وَاصْفَحْ عَنِ الجَانِي المُغَفَّلِ أرْجِهِ ...................إنَّ المـغَـفَّـلَ لا يُقَاسُ بِعَالِمِ
كُنْ كَالحُسَيْنِ إذَا أَرَدْتَ سَمَاحَةً ........................أَوْ عَـمِّـهِ زَيْنِ المَحَـافِلِ سَالِمِ