رنينُ هتافكم أدمى عيوني *** وألقى بالشجون على شجوني
فلا الفلوات تورق بالنوايا *** ولا الجنات تورثني حنيني
ألا في النفس أنّات الثكالى *** على الجوزاء تسمعني أنيني
وطفلٌ يستجير من الرزايا *** وشيخٌ يستقي عفنَ السجون
وجلُّ الناس بات على خرابٍ *** يقارع روحَهُ شبحُ المنون
أفتِّشُ عنكِ في غرف الليالي *** وأبحث عنك في لحن السطورِ
وأركض في متاهات التمني *** لعلي أستفيق من الخمورِ
وأرقى في السماء فلا ألاقي *** طيوفاً لا تغيب عن البصيرِ
ونار الشك تأكل من عيوني *** وتنطمر الوسائد في ضميري
بلادي أنت في خَلَدي كنوز *** سنامٌ في متاهات المسيرِ
ظنوني كالنوارس تستبيني *** تعيد إليَّ من وجدي ظنوني
وتنهش في ركاب الناس عسفاً *** أقيموا الوجد في ضنِّ السنين
لهيبٌ في خواطرنا رهيبٌ *** وشوقٌ لا يغيب عن الجبين
هواها في ضمائرنا ربيعاً *** يؤسِّسُ للزمان المستبين
بلادي لا تضاهيها بلادٌ *** هواها يستريح على غصوني
بلادي والبلابل نائماتٌ *** بلادي والنوائب دائراتُ
أتاها قارعاً وهجُ البلايا *** وهُنَّ القاعدات القائمات
خطوبٌ تستفيض إلى أديمٍ *** جموعٌ راحلاتٌ نازحاتُ
مساجدُ أمتي تنعي ذراها *** دموعٌ باكياتٌ صارخاتُ
وتبكي في مآذنها لحونٌ *** وتسرح في رباها الرافضات
زنازينٌ تغصًّ بها البرايا *** قبورٌ شاهداتٌ ذائعاتُ
وظلمٌ جاثمٌ وله عقودٌ *** تجلَّتْ في الزوايا القاتماتُ
بلادي هل يبالي فيك إنسٌ *** تسومُ عُرا اليتيم القابضاتُ
بلادي والقرى تبغي علاها *** وهُنَّ الناشطات البارعات
وأيمُ الله هنا لها نصيب *** تقوم الظافرات الفائزات
فتصحو في ضمائرها تغني *** وتنشرها الجبال الفارعات
ونصرُ إلهنا يحبوهُ نورٌ *** عليه المرسَلات الحافظاتُ
شعر / ريان الشققي